وجدت دراسة طبية جديدة أن العدوى بفيروس شائع يسبب التهابات الحلق والعين، ويدعي "فيروس أدينو-36" أو (Ad-36)، ربما يساهم بدوره في الإصابة بوباء البدانة الذي يجتاح الغرب والعالم، كما أوردت شبكة نيوزمديكال.
وتوصل باحثون من مركز بيننغتن للأبحاث الطبية الحيوية بجامعة لويزيانا الأميركية إلى هذه النتيجة بعد إجرائهم فحوصات مختبرية لأنسجة دهنية بشرية، مشيرين إلى أنهم اكتشفوا فيروسا يسبب تغيرات في الأنسجة تؤدي لتوليد خلايا دهنية أكثر وأكبر، مقارنة بالأشخاص غير المصابين بذلك الفيروس.
وقدم الباحثون بقيادة نيكيل دُرَندَر نتائج دراستهم مؤخرا في بوسطن بالمؤتمر السنوي للجمعية الكيميائية الأميركية.
البدناء الأصحّاء
وحسب الدراسة فإن الإصابة بعدوى فيروس أدينو-36 كانت أكثر شيوعا بثلاثة أضعاف بين البدناء منها بين غيرهم، وهذه العدوى تفسر حالة "البدناء الأصحّاء"، وهم أشخاص أوزانهم زائدة بشكل ملموس، لكنهم يتمتعون بمستويات جيدة صحياً من حيث ضغط الدم والكولسترول.
وكان الباحثون قد جمعوا أنسجة دهنية من عشرة مرضى أجريت لهم عمليات شفط الدهون، ومنها استخلصوا خلايا المنشأ (الجذعية). ثم قاموا بتعريض نصف الأنسجة الدهنية التي جمعوها لفيروس أدينو-36، المسبب لالتهابات الجهاز التنفسي والإسهال ورمد العيون.
وعلى مدى أسبوع واحد من تعريض الخلايا الجذعية للفيروس، وجد الباحثون أن كثيراً منها قد تحول إلى مرحلة مبكرة من الخلايا الدهنية، وبدأت بتخزين الدهون. أما عينات الأنسجة التي لم تتعرض لعدوى فيروس أدينو-36، فقد تحول فقط ثُلث الخلايا الجذعية إلى خلايا دهنية.
تعدد الأسباب
تقول الدكتورة ماغدَلينا باساريكا، عضو فريق البحث التي قدمت الدراسة في مؤتمرالجمعية الكيميائية الأميركية، إن الدراسة قدمت دليلاً قوياً على دور العدوى الفيروسية في بعض حالات البدانة على الأقل.
ويلفت رئيس فريق الدراسة الدكتور درندر النظر إلى أن فيروس أدينو-36، قد تسبب في اكتساب الحيوانات أرطالاً من الدهون في التجارب المختبرية المبكرة، وقد راكمت تلك الحيوانات دهوناً كثيرة جداً.
وقد أظهر الباحث أيضا أن الأشخاص البدناء أكثر تعرضا بثلاث مرات للعدوى بفيروس أدينو-36 من الأشخاص النحفاء ضمن دراسة واسعة النطاق للبشر.
ربما يجد البعض صعوبة في تصديق أن فيروسا يمكن أن يكون هو المسؤول عن البدانة، بيد أن الدكتور درندر يشير إلى تعدد أسباب البدانة، فهي تمتد من الإفراط المباشر في الأكل والعوامل الوراثية، إلى مشكلات التمثيل الغذائي (الأيض)، وربما الفيروسات والعدوى.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية تقدر عدد البدناء في العالم بأربعمائة مليون بدينا، منهم عشرون مليون طفل تحت سن الخامسة.